الامام الحسن العسكري ع/(حياته)

ولد الامام الحسن العسكري ع  في المدينة في الأبواء، وهاجر مع والده الهادي ع الى سامراء (بامر المتوكل للاقامة الجبرية) وهو في الرابعة من عمره. انتقلت اليه الامامة بعد ابيه وكان عمره 22 عاما. كانت إمامته قصيرة فقط 6 سنوات، وتعتبر اقصر إمامة.
استشهد مسموما وهو في عمر (28) سنة. وهو اصغر إمام بعد الجواد ع (25)سنة. دفن بحانب ابيه في سامراء.
وكانت سامراء آنذاك مدينة عسكرية، لذلك لقب بالعسكري.

كان ع في سامراء تحت الإقامة الجبرية، وكان تحت الرقابة الشديدة والتضييق المستمر، وقد تعرض للسجن عدة مرات ولمحاولات القتل. حتى انه ع قال:”ما مني احد من آبائي بمثل ما منيت به.” وكان يزور البلاط الملكي كل يومي إثنين وخميس لتأكيد وجوده في سامراء. وكان يوصي اصحابه خوفا عليهم :” ألا لا يسلمن علي احد، ولا يشير إلي بيده، ولا يومئ، فإنكم لا تامنون على انفسكم.”

وسجن ع عدة مرات عند اشد الناس كرها لأهل البيت ع، وكانوا يأمرون السجانين بتعذيبه وان يفعلوا ما يشاؤون به. ولكنه كان يسحر السجانين باخلاقه وهيبته ونورانيته وينقلبوا محبين مواليين.
في السجن الاول اوكل الى انصب رجل لاهل البيت ع وهو” صالح بن وصف” واوكل به رجلين شريرين شديدين وامرهما ان يضيقا عليه ولا يوسعان. ولكنهما انقلبا وصارا من العبادة والصلاة والصيام الى امر عظيم. واستدعاهما ليرى امرهما :”ويحكما ما شانكما في هذا الرجل؟”
فقالا له:”ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظرنا اليه ارتعدت فراءصنا وداخلنا ما لم نملك من انفسنا.”

ثم ادخل سجنا آخر عند علي بن اوتامش وكان شديد الكراهية لاهل الببت ع، فما أقام الا يوم وليلة حتى وضع خديه له، وكان لا يرفع بصره اليه إجلالا له وإعظاما. وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة واحسنهم قولا فيه.

ثم اودع سجنا ثالثا عند رجل قاسي القلب اسمه نحرير. وضعه في بركة للسباع وتركه  فيها وعاد بعد عدة ايام ظنا منه ان السباع اكلته.. وإذا به عليه السلام يصلي والسباع حوله راكعة تتبرك به. فما كان منه الا ان اخلى سبيله.
وكان اتباع العباسيين يتحولون من خلال قربهم للإمام العسكري ع. حتى ان الوزير العباسي عبد الله بن يحيى الخانقان كان يحترمه ويقدره ويقول في حقه:”لو زالت الخلافة عن العباسيين ما استحقها احد من بني هاشم غيره لفضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه.”
وهكذا كان الإمام الحسن العسكري ع يقلب العدو صديقا بحسن سيرته واخلاقه وهيبته ونورانيته.

هدى عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top